بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أمــــا بعــــد:-
فبفضل من الله عز وجل وتوفيق منه سبحانه وتعالى قام في ذهني أن أكتب عن الجنة ولم أكن أول من كتب ولا آخر من كتب فأخبار الجنة مدونه في كتب أهل العلم ولكن منها الضعيف والموضوع والصحيح لذلك عزمت وأرجو من الله التوفيق في ذلك أن أتتبع ما صح في الكتاب و السنة من الأخبار في وصف الجنة ولا أضع في هذه الرسالة إنشاء الله إلا ما ثبت بالسند الصحيح المتصل وشهد بصحته أهل الحديث المشهود لهم ، والذي جعلني أكتب هذه الرسالة الصغيرة ، الشوق إلى الجنة لأن الله عز وجل جعل فيها مالا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، وكذلك تكون بشرى لكل من تمسك بسنة المصطفى ، عندما يقرؤون ما أعد الله للمتقين ، فكل من تمسك بالكتاب والسنة فجزاؤه إن شاء الله الخلود في الجنة ، و من خرج عن الكتاب والسنة فهو عدو للرسول ، المتمسكون بالكتاب والسنة هم أولياء الرسول وحزبه ، ومن خرج عن سنته فهم أعداؤه وحربُه ، فعلامة أهل السنة أنهم لا تأخذهم في نصرة سنته ملامة اللوام ، ولا يتركون ما صح عنه لقول أحد من الأنام ، كما قال ابن القيم رحمه الله في حادي الأرواح : السنة أجل في صدورهم من أن يقدموا عليها رأيا فقهياَ ، أو بحثاَ جدلياَ ، أو خيالاَ صوفياَ ، أو تناقضاَ كلامياَ ، أو قياسياَ فلسفياَ ، أو حكماَ سياسياَ ، فمن قدم عليها شيئاَ من ذلك فباب الصواب عليه مسدود ، وهو عن طريق الرشاد مسدود ، أسأل الله العون في هذا العمل والقبول .