الورقات
فيما في فتوى عبيد الجابري
من المخالفات
قرأها وأذن بنشرها
فضيلة شيخنا العلامة الناصح الأمين
أبي عبدالرحمن يحيى بن علي الحجوري
حفظه الله ورعاه
بقلم
أبي عبدالرحمن عبدالله عبدالحق بن طاهر بن الحاج الجزائري
دار الحديث العامرة بدماج
حرسها الله
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده و رسوله.
أما بعد:
فقد أخرج مسلم في صحيح (868) قال:
وحَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنِي عَبْدُالْأَعْلَى وَهُوَ: أَبُو هَمَّامٍ حَدَّثَنَا دَاوُدُ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ ضِمَادًا قَدِمَ مَكَّةَ، وَكَانَ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ، وَكَانَ يَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ، فَسَمِعَ سُفَهَاءَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يَقُولُونَ: إِنَّ مُحَمَّدًا مَجْنُونٌ. فَقَالَ: لَوْ أَنِّي رَأَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ، لَعَلَّ الله يَشْفِيهِ عَلَى يَدَيَّ؛ قَالَ: فَلَقِيَهُ؛ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ، وَإِنَّ الله يَشْفِي عَلَى يَدِي مَنْ شَاءَ، فَهَلْ لَكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: $إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ الله فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَمَّا بَعْدُ#
قَالَ: فَقَالَ: أَعِدْ عَلَيَّ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ؛ فَأَعَادَهُنَّ عَلَيْهِ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. قَالَ: فَقَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ، وَقَوْلَ السَّحَرَةِ، وَقَوْلَ الشُّعَرَاءِ، فَمَا سَمِعْتُ مِثْلَ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ، وَلَقَدْ بَلَغْنَ نَاعُوسَ الْبَحْرِ. قَالَ: فَقَالَ: هَاتِ يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى الْإِسْلَامِ. قَالَ: فَبَايَعَهُ. فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: $وَعَلَى قَوْمِكَ؛ قَالَ: وَعَلَى قَوْمِي؛ قَالَ: فَبَعَثَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً، فَمَرُّوا بِقَوْمِهِ؛ فَقَالَ صَاحِبُ السَّرِيَّةِ لِلْجَيْشِ: هَلْ أَصَبْتُمْ مِنْ هَؤُلَاءِ شَيْئًا؛ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ: أَصَبْتُ مِنْهُمْ مِطْهَرَةً؛ فَقَالَ: رُدُّوهَا، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمُ ضِمَادٍ# .
هذا الحديث العظيم، أصل في الرد على أهل الأهواء والزيغ؛ وبالمقابل تذكرة وموعظة للغافل والجاهل، حتى يُحذر من الإشاعات الكاذبه الظالم أهلها.
وقد ذكر الشيخ الإسلام- رحمه الله - تعالى، في: "اقتضاء الصراط المستقيم" (صـ 48 )
قال- رحمه الله - :والاختلاف على ما ذكره الله في القرآن قسمان :
أحدهما: يذم الطائفتين جميعا، كما في قوله: +وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ_ (هود -118،119).
فجعل أهل الرحمة مستثنين من الإختلاف.
وكذلك قوله تعالى: + ذَلِكَ بِأَنَّ الله نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ _ ( البقرة - 176)
وكذلك قوله: +وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ_(آل عمران – 19)
وقوله: + وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ_ (آل عمران – 105)
وقوله: + إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ _(الأنعام – 159).
وكذلك وصف اختلاف النصارى بقوله: + فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ الله بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ _(المائة – 14).
ووصف اختلاف اليهود بقوله: + وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا الله _ (المائة – 64)
وقال: + فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ _(المومنون – 53)
وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم، لما وصف أن الأمة تفترق على ثلاث وسبعين فرقة؛ قال: «كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة». وفي الرواية الأخرى: «من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي»
فبين: أن عامة المختلفين هالكون من الجانبين، إلا فرقة واحدة، وهم أهل السنة والجماعة .
وهذا الإختلاف المذموم من الطرفين يكون سببه تارة: فساد النية؛ لما في النفوس من البغي والحسد وإرادة العلو في الأرض، ونحو ذلك، فيجب لذلك ذم قول غيرها، أو فعله، أو غلبته ليتميز عليه، أو يحب قول من يوافقه في نسب أو مذهب أو بلد أو صداقة، ونحو ذلك، لما في قيام قوله من حصول الشرف والرئاسة، وما أكثر هذا من بني آدم، وهذا ظلم .
قلت: ومنهما ابنا مرعي هداهما الله.
وقال شيخ الإسلام:
ويكون سببه تارة أخرى جهل المختلفين بحقيقة الأمر الذي يتنازعان فيه، أو الجهل بالدليل الذي يرشد به أحدهما الآخر، أو جهل أحدهما بما مع الآخر من الحق في الحكم، أو في الدليل، وإن كان عالما بما مع نفسه من الحق حكما ودليلا .
والجهل والظلم : هما أصل كل شر، كما قال سبحانه : + وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا_ (الأحزاب - 72 )اهـ.
فقد ظهر في السنوات الأخيرة فرقة جديدة، الذين سماهم شيخنا حفظه الله:
الحزب الجديد، وحق لهم هذا الاسم، وقاموا بمخالفة ما عيله سلفنا الصالح، من الولاء والبراء الضيق، وبتنفير الطلاب عن شيخنا ووالدنا يحيى - حفظه الله ورعاه - ، وعن إخوانه مشايخ الدار، وعثوا فيها فساداً، فقام شيخنا - - حفظه الله -- ناصحاً لهم بما يراه من الحق والهدى، وبتذكيرهم نعم الله، فقاموا يخببون الطلاب، ويزهدونهم في الخير، فطرد منهم من طرد، لأنهم داء خبيث يسري في الجسد الصحيح فيمرضه.
وكما جاء في الصحيحين، وهذا لفظ البخاري- رحمه الله - تعالى قال: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ بْنُ عَبْدِ الله قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ بْنَ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ :قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: $مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ، كَمَثَلِ: صَاحِبِ الْمِسْكِ، وَكِيرِ الْحَدَّادِ،لَا يَعْدَمُكَ مِنْ صَاحِبِ الْمِسْكِ، إِمَّا تَشْتَرِيهِ أَوْ تَجِدُ رِيحَهُ، وَكِيرُ الْحَدَّادِ يُحْرِقُ بَدَنَكَ، أَوْ ثَوْبَكَ أَوْ تَجِدُ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثَةً#.
فهم جلساء سوء يحرقون الثياب، وتشم منهم رائحه النتن؛ فسعوا إلى التحريش بين العلماء، فخيب الله آمالهم إلا من وقع في شباكهم، ومن ذالكم الذي وقع في شباكهم الشيخ عبيد الجابري - هداه الله -.
فقد قرأتُ فتوى منه، يلمز فيها دار الحديث بدماج العامرة - حرسها الله - ، وشيخها الناصح الأمين - حفظه الله تعالى - ، فإن هذه الفتوى، في وهائها كبيت العنكبوت، وفيها من البهتان والزور والمخالفات، ما سنذكر منه إن شاء الله تعالى، في نقاط مختصره.
وأما قولكم : (وأما الحجوري فهو سفيه يحيى الحجوري حرّف المركز ... ألخ).
فنقول: يا شيخ عبيد - هداك الله - ، هذا الكلام فيه بهتان وزور، والله عزوجل يقول: +وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا_ (الفرقان/72).
والشيخ يحيى من علماء السنة، وأنت بذاتك، قد جأت إلى هذا المكان، وأثنيت عليه بنفسك.
وقد صدرت لك فتوى قبل هذه، تلمز فيها الشيخ وتقول: أحضروا مجالس العلم، واحذروا مجالس البهتان والزور والغيبة. فما هذا التناقض، - فنسأل الله العافيه - ، ونعوذ بالله من (الحور بعد الكور).
قال ابن الأثير في "النهاية" عند تفسير هذا الحديث: من النقصان بعد الزيادة، وقيل: من مفارقة الجماعة اهـ.
فضع نفسك من أي المعنين أنت.
والشيخ يحيى - حفظه الله- ، علّامة اليمن، من العلماء الراسخين، وقد أثنى عليه من ذكرت بالسنة، الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، والشيخ زيد المدخلي، - حفظهم الله تعالى -.
وشيخنا ووالدنا يحيى، ما عرفناه إلا أنه ناصح أمين، وليس بسفيه، ومؤلفاته شاهدة على ذلك.
ومن مألفاته:
1ـ الكنز الثمين في الفتاوى. خمسة مجلدات.
2ـ شرح مقدمة أصول التفسير لشيخ الإسلام.
3ـ رسالة الحشيشة. 4ـ المبادئ المفيدة.
5ـ الصبح الشارق في الرد على ضلالات عبدالمجيد الزنداني في كتابه توحيد الخالق.
6ـ الحجج القاطعة على أن الروافض ضد الإسلام على ممر الدهور بلا مدافعة.
7ـ أحكام الجمعة وبدعها. 8ـ توضيح الإشكال في أحكام اللقطة والضوال.
9ـ أحكام وآداب المسافرين. 10ـ أحكام التيمم.
11ـ حشد الأدلة على أن اختلاف الرجال بالنساء وتجنيدهن من الفتن المضلة.
12ـ فتح الوهاب في حكام البصاق في القبلة وحكم المحراب.
13ـ كشف الوعثاء بزجر الخبثاء الداعين إلى مساواة الذكر بالأنثى.
14ـ الأسئلة الشعرية. 15ـ إتحاف الكرام بأجوبة الزكاة والحج والصيام.
16ـ فتوى حول الدراسة الإختلاطية.
17ـ الأجوبة السنية في كشف بعض أباطيل الصوفية.
18ـ نصيحة للتجار بالبعد عن نشر الأضرار.
19ـ الرياض المستطابة في مفاريد الصحابة.
20ـ النصيحة المحتومة لقضاة السوء وعلماء الحكومة.
21ـ اللمع على كتاب إصلاح المجتمع.
22ـ كشف التلبيس والكذب في قول الصوفية لا يوجد شرك في جزيرة العرب.
23ـ شرعية الدعاء على الكافرين والرد على القرضاوي المهين.
24ـ إرشاد ذوي الفطن لما في الاختلاط الجامعي من الفتن.
25ـ تحذير النبلاء من التشبه بالنساء. 26ـ تربية البنين.
27ـ التبيين لجهالات الدكتور أحمد بن نصرالله؛ في انتقاداته على كتاب "الصحيح المسند" ومدى خطورته على كتب المحدثين. في مجلد .
28ـ فهرسة علل الدارقطني. 29ـ إختصار البداية والنهاية. 30ـ صالح البكري المفتون.
31ـ تحقيق فتح الباري شرح صحيح البخاري. له - حفظه الله -مع مجموعة من الطلاب. 32ـ تحقيق رسالة ما لا يثبت فيه حديث . للفيروزآبادي.
33ـ اختصار البرهان في علوم القرآن. 34ـ مجموعة خطب.مفرغة.
35ـ فتاوى أحكام الإسلام. مفرغة. 36ـ تحقيق سنن البيهقي الصغرى.
وأما شروحه فمنها:
37ـ شرح الأصول الثلاثة. 38ـ شرح العقيدة الواسطية. 39ـ شرح البيقونية.
40ـ شرح التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير. 41ـ شرح العقيدة الطحاوية.
42ـ شرح الرسالة الوافية. 43ـ شرح كتاب التوحيد. 44ـ شرح ملحة الإعراب.
45ـ شرح وتحقيق مقدمة سنن الدارمي. 46ـ لامية شيخ الإسلام. 47ـ شرح القيروانية.
48ـ شرح السفارينية. 49ـ شرح الأربعين النووية. 50ـ شرح لامية ابن الوردي.
51ـ تعليقات على كتاب علل ابن رجب.
وكذلك من المؤلفات أيضاً:
52ـ مشاهداتي في بريطانيا. 53ـ أحكام الجنائز.
54ـ شرعية النصح والتحذير من دعاة التغرير.
55ـ الطبقات لما حصل بعد موت الوادعي من الحالات.
56ـ إرشاد ذوي الفطن لما في الاختلاط الجامعي من الفتن.
57ـ الوسائل الخفية لضرب الدعوة السلفية.
58ـ الثوابت المنجيه. 59ـ جلسة ساعة في الرد على مفتي الإذاعة.
60ـ الأدلة الزكية في بيان أقوال الجفري الشركية.
61ـ السيل العريض الجارف لبعض ضلال الصوفي عمر بن حفيظ.
62ـ البدر التمام في رثاء شيخ الإسلام مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله - له
- حفظه الله - وجماعة. 63ـ الحث والتحريض على تعلم أحكام المريض.
64ـ تحقيق ( مقدمة سنن الدارمي) المسمى: (العرف الوردي).
65ـ تحقيق (أخلاق العلماء للآجري).
66ـ تحقيق ( وصول الأماني بأصول التهاني للسيوطي.
67ـ الأربعون الحسان في الاجتماع على الطعام. 68ـ شرح كتاب المنتقى.
69ـ التحذير من أهم الصوارف عن الخيرات.
70ـ قرة العينين بأجوبة فتاوى الصيادين . جمع وتعليق: إحسان اللحجي.
71ـ الإتحافات بتلخيص الحاوي للسيوطي - رحمه الله - وبيان مافيه من الشطحات.
72ـ فتاوى القوات المسلحة. 73ـ فتوى في خروج المرأة للدعوة إلى الله .
74ـ فتاوى الأطباء والطب. 75ـ الإفتاء للأسئلة الواردة من دول شتى.
76ـ استخراج الأحاديث المعلة من السنن الكبرى للبيهقي.
77ـ الولاء والبراء الضيق عند محمد بن عبدالوهاب الوصابي، واصحاب الحزب الجديد.
78ـ إفادة القارئ المبتدئ بتلخيص البرهان في علوم القرآن.
79ـ تنبيه الأمة على خطورة مخالفة السنة. 80ـ الباعث على إنكار إم الخبائث.
وكذا له تعاليق على كتب أخرى منها: كتاب: زاد المعاد، وعلى الأذكار للنووي، وكتاب: سبل السلام، وكتاب: حادي الأرواح، وكتاب: الإيمان الأوسط لشيخ الإسلام .
وقد خرج له: المصحف المرتل، من قراءة رمضان.
يقول الله تعالى: +هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا الله وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ_ (آل عمرآن -7).
وهو يقوم على دار فيها نحو: ستة ألآف طالب، ولله الحمد والمنة، وأنا الذي أرد عليك من ثمراته، وأسأل الله الإخلاص في القول والعمل.
وهو يقوم بهذا الدار أفضل قيام، مفرغ وقته للعلم والعمل به، وإن كان صغيراً في السن، لكنه كبير في العلم كما قال الله تعالى: +ذَلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَالله ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ_ (الجمعة-4).
فما ندري من السفيه الذي رميت، أيكون هذا حاله !!
كلا يقول الله عزو جل: +يَرْفَعِ الله الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ_ (المجادلة-11).
وشيخنا - حفظه الله - يعرف قيمة الأمانة، ويتحرى العمل بالأدلة، برجاحة عقله، ووضع الأدلة في مواضعها، وهذا المركز يعتبر أمانة عنده، وقد أوصى له الإمام الوادعي بهذه الدار المباركة، فكان خير خلف له بعده - رحمه الله - .
وأذكر لك موقفاً في بيتك سنة 1424، إننا سألناك على شخص منحرف، كان يقوم على مسجد الشيخ ابن باز في مكتبته، فقلت: أتركوا هذا واطلبوا العلم؛ وما أردت الإجابة على هذا الشخص المنحرف، الذي نقل إليك حاله.
وتطعن في إمام من أئمة السنة بالسفه +سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ_ (النور-16).
ونذكرك بما يذكرنا به شيخنا دائماً في مجالسه، بقول النبي صلى الله عليه وسلم: $وَمَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ أَسْكَنَهُ الله رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ# أخرجه أبو داود، وهو في "الصحيح المسند" للإمام الوادعي - رحمه الله - ، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
وأما فتواك الباطله فقد اشتملت على عدة مخالفات، منها:
المخالفة الأولى: مشابهة فتواك لقول إبليس لعنه الله.
وقد أمرنا بمخالفته قولاً وعملاً، وأما العمل فعن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: $إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ وَإِذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ# رواه مسلم .
يقول الله عز وجل: +وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ_ (البقرة- 35،36)
ففتواك هذه مثل: الشجرة التي دل إبليس أبونا آدم وأمنا حوى، عليهما السلام، عليها فأكلا منها فأهبطا من الجنة.
قال ابن كثير - رحمه الله - عند تفسير هذه الآية، بعد كلام له، قال: ... إنه أباحه الجنة يسكن منها حيث يشاء، ويأكل منها ما شاء رَغَدًا، أي: هنيئًا واسعًا طيبًا اهـ.
قلت: فلما أكلوا من الشجرة بدت لهما سوءاتهما، وطفقا يخسفان عليهما من ورق الجنة، وكذلك فتواك، أخرجت بها ناساً ممن هم على شاكلتك، في عدم حب الخير والنصح، وبعض الأعاجم الذين إذا رجعوا إلى بلد الكفر، ولربما أحدهم قد يكون هاجر من بلد الكفر، فلقد حملت أوزارهم، فأين المفر.
المخالفة الثانية: إيواء الشيخ عبيد للمحدثين في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم (الحزب الجديد).
قال الإمام مسلم- رحمه الله - تعالى:
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَسُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ كِلَاهُمَا، عَنْ مَرْوَانَ قَالَ زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا أَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسِرُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: فَغَضِبَ وَقَالَ: مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسِرُّ إِلَيَّ شَيْئًا يَكْتُمُهُ النَّاسَ، غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ حَدَّثَنِي بِكَلِمَاتٍ أَرْبَعٍ؛ قَالَ: فَقَالَ: مَا هُنَّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؛ قَالَ: قَالَ: $لَعَنَ الله مَنْ لَعَنَ وَالِدَهُ، وَلَعَنَ الله مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ الله، وَلَعَنَ الله مَنْ آوَى مُحْدِثًا، وَلَعَنَ الله مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الْأَرْضِ#.
وذكر القرطبي- رحمه الله - رسالة في ذلك. (على عدم حصر الأصناف الأربع الذين تلحقهم اللعنة).
قال النووي في الشرح: المحدِث: بكسر الدال، فهو من يأتي بالفساد في الأرض.
قلت: وما رأينا أكثر من إفساد هؤلاء المحدثين الجدد، وما قاموا به من التحريش بين العامة والخاصة، وتوسيع رقعة الخلاف، وأخذ المساجد، ومناوئة الحق وأهله، ولا يخفى على من كان مطلع على هذه الفتنة ما كتب من ملازم، وما سجل من كلام مشايخنا وإخواننا، طلاب الدار خاصة، وخارج الدار عامة، ولا مفر للقوم إلا بالتوبة وإصلاح ما أفسدوا، فقد فرّقوا بين القريب والبعيد والصغير والكبير، والزوج وزوجه، +وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى_ (النجم -42).
المخالفة الثالثه: دعوة الشيخ عبيد إلى السنة السيئة.
وجاء في مسلم، من حديث جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: $مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ#.
فتذكر يا شيخ عبيد - هداك الله- ، موقفك بين يدي الله عز وجل، فأنت مسؤول، وماذا أردت بفتواك هذه؟ وجه الله والدار الآخرة، أم التهكم على العلم النافع وأهله، وأردت التباهي والحسد.
وقد ذكر الأجري في " أخلاق العلماء" بتحقيق شيخنا العلامة المحدث الناصح الأمين (صـ60) قال بسنده عن سفيان الثوري قال:
يقال: تعوذوا بالله من فتنة العابد الجاهل، والعالم الفاجر، فإن فتنتهما فتنة كل مفتون.اهـ
قلت: وهذه من السنن السيئة التي أحييتها، فعليك وزرها إن لم تتب إلى الله عزو جل.
المخالفة الرابعه: وقوع الشيخ عبيد - هداه الله - في تخبيب الطلاب، على شيخ الدار.
قال الإمام أحمد:حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ الطَّائِيُّ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: $لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَفَ بِالْأَمَانَةِ وَمَنْ خَبَّبَ عَلَى امْرِئٍ زَوْجَتَهُ أَوْ مَمْلُوكَهُ فَلَيْسَ مِنَّا#. وهو في الصحيح المسند للإمام الوادعي - رحمه الله -.
وهذا قد خبب أو لاداً على أبيهم، بنص قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد بوب الإمام الوادعي في "الجامع الصحيح" باب برقم:(58) "المعلم يكون بمنزلة الوالد"
قال الإمام أبوداود- رحمه الله - (1/27):
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: $إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْوَالِدِ أُعَلِّمُكُمْ ...# الحديث.
فكيف بك تفتي الناس بمخالفة سيد المرسلين، وتخببهم على أبيهم ومربيهم بالعلم والهدى، وبفتواك هذه تخرج الناس من نور العلم، إلى ظلمات الجهل والغي والردى، وهذه مخالفة لقول الله عز وجل: +هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ _ (الجمعة-2).
وورثة الأنبياء علماء السنة الناصحين، أمثال شيخنا يحيى - حفظه الله ورعاه -.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: $وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ# أخرجه أبوداود ، والترمذي وغيرهما، من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه.
وقال شيخنا - حفظه الله - في حاشية: " العَرف الوردي" (صـ 164)، عند هذا الحديث قال: له شواهد يصلح بها.
المخالفة الخامسه: مخالفة هدي المرسلين ومن تبعهم من أئمة الدين من المحدثين، بعدم النصح بالرحلة إلى طلب العلم.
ولا يخفى عليك، قصة موسى عليه الصلاة والسلام، التي في القرآن الكريم، في رحلته إلى الخضر عليه السلام .
وفي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: $قَامَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَسُئِلَ أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ فَقَالَ أَنَا أَعْلَمُ قَالَ فَعَتَبَ الله عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ فَأَوْحَى الله إِلَيْهِ أَنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ قَالَ مُوسَى أَيْ رَبِّ كَيْفَ لِي بِهِ فَقِيلَ لَهُ احْمِلْ حُوتًا فِي مِكْتَلٍ فَحَيْثُ تَفْقِدُ الْحُوتَ فَهُوَ ثَمَّ فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقَ مَعَهُ فَتَاهُ...# الحديث.
وقد بوب الدارمي في: مقدمة سننه، بشرح شيخنا ووالدنا يحيى حفظه الله، باب: الرحلة في طلب العلم، واحتمال العناء فيه.
وذكر أثر أبي قلابة بسنده،. قال: لَقَدْ أَقَمْتُ بِالْمَدِينَةِ ثَلاَثاً مَا لِى حَاجَةٌ، إِلاَّ وَقَدْ فَرَغْتُ مِنْهَا، إِلاَّ أَنَّ رَجُلاً كَانُوا يَتَوَقَّعُونَهُ كَانَ يَرْوِى حَدِيثاً، فَأَقَمْتُ حَتَّى قَدِمَ فَسَأَلْتُهُ .
وكذلك ذكر الدارمي في هذا الباب هذا الأثر:
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ يُونُسَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِى سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : وُجِدَ أَكْثَرُ حَدِيثِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، عِنْدَ هَذَا الْحَىِّ مِنَ الأَنْصَارِ، وَالله إِنْ كُنْتُ لآتِى الرَّجُلَ مِنْهُمْ فَيُقَالُ هُوَ نَائِمٌ ، فَلَوْ شِئْتُ أَنْ يُوقَظَ لِى فَأَدَعُهُ حَتَّى يَخْرُجَ لأَسْتَطِيبَ بِذَلِكَ حَدِيثَهُ. (صـ 229، وما بعدها).
فلا أدري أأذناب الحزبية أنسوك الأدلة، أو الهوى، أو الحسد الذي يذهب بنور القلب ويطمس البصائر، ولو جئنا إلى هذا الباب لحشدنا فيه كثيراً من الأدلة، ولكن لكل مقام مقال.
المخالفة السادسة: مخلفته لقول الله عز وجل: +يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا_ (النساء – 59).
فنصحت عقلاء قبيلة وادعة - حفظهم الله تعالى- ، لحراسة هذه الدار وشيخها، أن يرفعوه إلى ولاة الأمور، ففي الآية رد عليك من وجوه:
الأول: ذكر بعض المفسرين، وقد ذكر شيخنا - حفظه الله - في تحقيق " أخلاق العلماء للأجري"- رحمه الله - (صـ13) في الحاشية، ذكر أثراً عن مجاهد عند ابن جرير وغيره، أنه قال: هم أهل العلم. قلت: بأنهم الأمراء أقوى . قال ابن كثير في تفسيره الآية: والله أعلم، أنها عامة في كل أولي الأمر من العلماء والأمراء اهـ.
والثاني: ويذكر بعض أهل العلم، أن الأمراء ينفذون أحكام الله، والعلماء يفتون بما يرضي الله ويقررون حكمه، فلا تعارض بين أقوال أهل العلم.
وشيخنا - حفظه الله -ممن يقوم بالدعوة والفتيا، والإصلح بين الناس، كما رأيناه في مجالسه العامة والخاصه، وهو ذو عقل راجح، فنحسبه والله حسيبه، لا كما زعمت أيها الشيخ -هداك الله- ، أن الشيخ يحيى سفيه، فأين تذهب بهذا الكلام إذا جمعك الله مع خصمائك، فلا مفر لك، إلا بالتوبة الصادقه، والتحلل منهم.
المخالفة السابعة: تغيير الوصية.
التي تركها الإمام الوادعي - رحمه الله -، وأسكنه فسيح جنانه، فإنه أوصى بالكرسي لشيخنا يحيى الناصح الأمين، ولقبه بهذا اللقب الذي يستحقه، فإنه ناصح لهذه الدعوة، وغيور عليها.
قال - حفظه الله - في أحد دروسه العامه: فأنا بعت عرضي لله عز وجل. وقال ذات مرة: أنا أتمنى الشهادة. لما جائه الخبر من أحد المفتونين أنه قال: سأُلغم ليحيى الطرق.
وشيخنا لا يبالي بقدحكم، لأنه خلاف الصواب؛ والله عز وجل يقول: +يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا_ (البقرة – 181).
فاحذر أيها الشيخ- هداك الله-، أن تقع في الوعيد الذي ذكر الله - عز وجل - في هذه الآية الكريمة.
ونحن نذب عن حملة هذا الدين، وقد بوب الإمام الوادعي في "الجامع الصحيح" (1/67) باب (42) : "الدفاع عن السنة"
قال الإمام أبو داود - رحمه الله -:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمِصِّيصِيُّ لُوَيْنٌ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُرْوَةَ وَهِشَامٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَضَعُ لِحَسَّانَ مِنْبَرًا فِي الْمَسْجِدِ، فَيَقُومُ عَلَيْهِ يَهْجُو مَنْ قَالَ فِي رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: $إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ مَعَ حَسَّانَ مَا نَافَحَ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ# هذا حديث حسن، وعبدالرحمن متكلم فيه، لكن أثبت الناس في عروة.
ونحن طلاب علم ومشايخ، وغيرهم ممن يغار على هذه الدار العامرة - حرسها الله-، وعلى شيخها الناصح الأمين، الذب عنها لأنها أسست على تقوى من الله، وعن شيخها لأنه ناصح للأمة الإسلامة، غيور على دين الله، لا كما تزعم ياشيخ عبيد - هداك الله- ، بوصفك له أنه سفيه + مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ_ (ق- 18).
المخالفة الثامنة: نصيحتك للطلبة الذين يفيدون إلى دماج،سواء كانوامن اليمن أوخارجها، أن لا يفدوا إليها.
فإنها فتوى باطلة مخالفه للصواب، نائية عن الحق بل هي مجرد هوى.
وقد ذكر الدارمي في مقدمة سننه، بتحقيق وشرح شيخنا - حفظه الله ورعاه - ، باب (22): "كراهية أخذ الرأي" قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا مَالِكٌ - هُوَ ابْنُ مِغْوَلٍ – قَالَ: قَالَ لِىَ الشَّعْبِىُّ قَالَ: مَا حَدَّثُوكَ هَؤُلاَءِ عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَخُذْ بِهِ ، وَمَا قَالُوهُ بِرَأْيِهِمْ فَأَلْقِهِ فِى الْحُشِّ. (رقم الأثر:206).
وعلق شيخنا - حفظه الله -: ... قال ابن الأثير في النهاية: يكنى بالحشوش: عن موضع الغائط. اهـ
ومعنى كلام الشعبي - رحمه الله- : وما قالوا برأيهم فألقه في محل قضاء الحاجة.
وفي الباب نفسه هذا الأثر: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُيَيْنَةَ أَخْبَرَنَا عَلِىٌّ - هُوَ ابْنُ مُسْهِرٍ - عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنِ الشَّعْبِىِّ عَنْ زِيَادِ بْنِ حُدَيْرٍ قَالَ: قَالَ لِى عُمَرُ: هَلْ تَعْرِفُ مَا يَهْدِمُ الإِسْلاَمَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لاَ. قَالَ: يَهْدِمُهُ زَلَّةُ الْعَالِمِ وَجِدَالُ الْمُنَافِقِ بِالْكِتَابِ وَحُكْمُ الأَئِمَّةِ الْمُضِلِّينَ.(رقم الأثر: 220).
أيها الشيخ - هداك الله- ، زن نفسك بميزان الشرع، من أي الأصناف أنت في هذا الأثر، واتق الله في دينه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: $ مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ# أخرجه الترمذي ، وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وقد ذكر ابن القيم- رحمه الله - في "إعلام الموقعين" (صـ 152) (طـ : دار الكتاب العربي) قال - رحمه الله -: الجزاء من جنس العمل.( وَلِذَلِكَ كَانَ الْجَزَاءُ مُمَاثِلًا لِلْعَمَلِ مِنْ جِنْسِهِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ ، فَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ الله ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ الله عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَمَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ الله عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ أَقَالَ نَادِمًا أَقَالَهُ الله عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ تَتَبَّعَ الله عَوْرَتَهُ ، وَمَنْ ضَارَّ مُسْلِمًا ضَارَّ الله بِهِ ، وَمَنْ شَاقَّ شَاقَّ الله عَلَيْهِ ، وَمَنْ خَذَلَ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يَجِبُ نُصْرَتُهُ فِيهِ خَذَلَهُ الله فِي مَوْضِعٍ يَجِبُ نُصْرَتُهُ فِيهِ ، وَمَنْ سَمَحَ سَمَحَ الله لَهُ ، وَالرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ الله مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ ، وَمَنْ أَنْفَقَ أَنْفَقَ عَلَيْهِ ، وَمَنْ أَوْعَى أَوْعَى عَلَيْهِ ، وَمَنْ عَفَا عَنْ حَقِّهِ عَفَا الله لَهُ عَنْ حَقِّهِ ، وَمَنْ تَجَاوَزَ تَجَاوَزَ الله عَنْهُ ، وَمَنْ اسْتَقْصَى اسْتَقْصَى الله عَلَيْهِ ؛ فَهَذَا شَرْعُ الله وَقَدَرُهُ وَوَحْيُهُ وَثَوَابُهُ وَعِقَابُهُ كُلُّهُ قَائِمٌ بِهَذَا الْأَصْلِ ، وَهُوَ إلْحَاقُ النَّظِيرِ بِالنَّظِيرِ ، وَاعْتِبَارُ الْمِثْلِ بِالْمِثْلِ) اهـ
ونحن نضرب لك مثلاً بيد السارق؛ كما قال ابن كثير - رحمه الله- ، عند تفسير قول الله تعالى: +وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ الله وَالله عَزِيزٌ حَكِيمٌ_ (المائة – 38).وقد ذكروا أن أبا العلاء المَعرِّي، لما قدم بغداد، اشتهر عنه أنه أورد إشكالا على الفقهاء في جعلهم نصاب السرقة ربع دينار، ونظم في ذلك شعرًا دل على جهله، وقلة عقله فقال:
يَدٌ بخمس مئين عسجـد وديَتُ *** ما بالها قُطعَتْ في رُبْع دينــار
تَناقض ما لنا إلا السكوت لــه *** وأن نَعُــوذ بمَوْلانــا من النارِ
ولما قال ذلك واشتهر عنه تَطَلّبه الفقهاء فهرب منهم. وقد أجابه الناس في ذلك، فكان جواب القاضي عبد الوهاب المالكي- رحمه الله-، أنه قال: لما كانت أمينة كانت ثمينة، فلما خانت هانت اهـ.
قلت: كذلك حدث لك يا شيخ عبيد كنت أميناً فلما خنت الدعوة السلفيه، هنت عند أصحاب الصلاح.
فما أدري أأنت مدفوع على الدعوة السلفيه، أم أنت ممن يغار عليها، لكن غيرتك هذه فاسدة، وتعرف أنت في هذه الأزمنة مثل دماج - حرسها الله - يعتبر ملجأ، وعزلة شرعية، مع طلب العلم والعبادة الصحيحة، لا شرك ولا غنى ولا معاصي، وإن وجد أصحابها، فإن شيخنا لا يترك من هذا حاله، فما ندري رميك إياه بالسفه، أحسد هو، أم مدفوع.
جاء في صحيح الإمام البخاري- رحمه الله - قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْأُوَيْسِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ:قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: $سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ#
وهذه المخالفات التي ذكرتها، ليست على سبيل الحصر، وإنما نموذج مختصر من بحر غيّك وعدوانك علينا. والله المستعان. والحمد لله رب العالمين
وقد فرغت من هذا الرد، في 13/ جمادى الآخره/