الحمدلله ولي الصالحين وأشهد ألاّ إله إلاّ الله وحده لاشريك له القائل في كتابه المبين :
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) [المائدة : 3]
وأشهدأنّ محمداً عبده ورسوله,المبعوث رحمة للعالمين,القائل ﷺ :( إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها ) رواه مسلم عن عبدالله بن عمرو
أمابعد : فإن من نعم الله على العالمين أن بعث الله نبيه الأمين وأكمل به الدين وأوجب محبته على المؤمنين وعلامة صدق محبته الاقتداء به واتباع سنته.
قال الله تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
وقال صلى الله عليه وسلم :(من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسّكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة") قال الشيخ الألباني : صحيح / سنن أبي داود (2 / 610)عن العرباض.
ومن المحدثات التي ليست من سنة رسول الله ﷺ ولم يعملها خلفاؤه الراشدون ولاالقرون المفضلة ولا الأئمة الأربعة , أبوحنيفة ومالك والشافعي وأحمد :
الاحتفال بالمولد
ولوكان خيراً لسبقونا إليه ، بل هومن البدع بإجماع المسلمين والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (كل بدعة ضلالة).
قال الامام مالك رحمه الله تعالى : من زعم أن في الاسلام بدعة حسنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة لأن الله يقول: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ) ومالم يكن يومئذ ديناً فكيف يكون اليوم دينا ؟! .اهـ
فتوى الإمام أبي حفص تاج الدين الفاكها ني المتوفى سنة 734 هـ رحمه الله
بعد أن حمد الله وأثنى عليه قال: [ أما بعد: فقد تكرر سؤال جماعة من المُباركين عن الاجتماع الذي يعمله بعض الناس في شهر ربيع الأول، ويسمونه: المولد:هل له أصل في الشرع ؟ أو هو بدعة وحدث في الدين ؟ فقلت وبالله التوفيق: لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة، ولاينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بِدعة أحدثها البطالون، وشهوة نفسٍ اغتنى بها الأكّالون، بدليل أنَّا إذا أدرنا عليه الأحكام الخمسة قلنا : إما أن يكون واجباً، أو مندوباً، أو مباحاً، أو مكروهاً، أو محرماً. وهو ليس بواجب إجماعاً، ولا مندوباً؛ لأن حقيقة المندوب: ما طلبه الشرع من غير ذم على تركه، وهذا لم يأذن فيه الشرع، ولا فعله الصحابة، ولا التابعون ولا العلماء المتدينون- فيما علمت- وهذا جوابي عنه بين يدي الله إن عنه سئلت. ولا جائز أن يكون مباحاً؛ لأن الابتداع في الدين ليس مباحاً بإجماع المسلمين. فلم يبق إلا أن يكون مكروهاً، أو حراماً . انتهى من كتابه المورد في حكم المولد .. الفاكهاني - (1 / 1) ]
فتوى الحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي رحمه الله تعالى
قال رحمه الله تعالى ما نصه: أصل عمل المولد بدعة لم ينقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة...انتهى الحاوي للفتاوي للسيوطي (1 / 282)
فتوى شيخ الإ سلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
قال رحمه الله :وكذلك ما يحدثه بعض الناس ، إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام ، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيما . . من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيداَ مع اختلاف الناس في مولده ، فإن هذا لم يفعله السلف ولو كان هذا خيرا محضا وراجعا لكان السلف رضي الله عنهم أحق به مَنا . فإنهم كانوا أشد محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيماَ له منا . وهم على الخير أحرص ، وإنما كان محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره وإحياء سنته باطناَ وظاهراَ ونشر ما بعث به والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان ، فإن هذه طريقة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان انتهى ببعض اختصارمن اقتضاءالصراط المستقيم
فتوى اللجنة الدائمة في بلاد الحرمين الشريفين في حكم المولد نص الفتوى:
ج5: لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في أصحابه ولا السلف الصالح عمل ولائم ولا صنع أطعمة لمن مات من الصالحين، ولا احتفل أحد من الصحابة ولا السلف الصالح بمولد النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ولا بعد مماته ولا صنعوا له طعامًا بعد مماته، فإقامة مولد للنبي عليه الصلاة والسلام أو لأحد من الصالحين أو الوجهاء والاحتفال بذلك وقراءة ما ألف في مولده وقيام الحاضرين عند ذكر ولادته زعمًا من الحاضرين أنه قد حضر ذلك الوقت وصنع الطعام للاحتفال بالمولد لنبي أو خليفة أو الشيخ عبد القادر أو غيره من البدع المنكرة، واحترام النبي صلى الله عليه وسلم وحبه في اتباعه والسير على شريعته ، قال الله تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )
واحترام الصالحين وحبهم يكون بمتابعتهم فيما وافق هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته.اهـ اللجنة الدائمة ( 3 /42 )
أعده : أبوأنس / عبدالخالق العماد
9/ ربيع أول /1431 هجرية دار الحديث بدماج أدام الله خيرها