قَرَأَهُ وَقَدَّمَ لَهُ
الشَّيخُ العَلَّامَةُ المُحَدِّثُ
أَبُو عَبدِالرَّحمنِ يَحيَى بنُ عَليِّ الحَجُورِي
مقدمة الشيخ المحدث العلامة الفقيه الناصح الأمين أبي عبدالرحمن يحيى بن علي الحجوري –حفظه الله-
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, وأشهد إلا إله إلا الله واحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا ً عبده رسوله, صلى الله عليه وعلى آله وسلم, أما بعد:
فقد زخر كتاب الله, وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, بفضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وفضل أهله, وببيان وجوبه على كل مسلم, بحسب قدرته وطاقته, وبيان أن ذلك قوام الدين, وسر عز المسلمين, وأن من يقوم بذلك يعتبر درعاً لإخوانه المسلمين, عن حلول نقمة الله بهم, كما هو مبين في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه, الذي عند البخاري: <مثل القائم في حدود الله, والواقع فيها..الحديث>.
ورب العزة يقول: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض..الآية}, ولم يخص صنفاً منهم دون آخر.
ولا يقوم بتحمل عبئ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, إلا من هيئهم الله لحمل دينه, وإبلاغ رسالته , من الأنبياء والمرسلين, ومن تأسى بهم من ذوي الغيرة, والصبر والجلد على أذى الناس وعدائهم.
قال تعالى: {والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا الحق وتواصوا بالصبر}.
وقال لقمان لابنه: {يابني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور}.
ولقد فترت العزائم, وضعفت الهمم, بقدر ضعف الإيمان في هذه الأزمان, حتى فشت المنكرات, من الشركيات, والبدع, والخرافات, والحزبيات, وصار الصداع بالحق في رتبة الجبان أو أنزل.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: <قبل الساعة سنوات خداعة, يصدق فيا الكاذب, ويكذب فيها الصادق, ويخون فيها الأمين, ويؤتمن فيها الخائن, وينطق فيها الرويبضة>.
ومع ذا وذاك, فلن نعدم -بإذن الله عز وجل- ممن يقوم لله بالحجج الساطعة, والبراهين القاطعة, بما يظهر الحق, ويزهق الباطل, في هذه المسألة وغيرها.
هذا ولقد قرأت هذه الرسالة المسماه: (المحرر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ), لأخينا الفاضل, الداعي إلى الله الغيور, سعيد بن دعاس اليافعي –وفقه الله-, فرأيته حرر ما في طياتها تحريراً سديداً, معتمداً على صحاح الأدلة, وأقوال علماء الملة, بما يغنيك أيها القارئ –إن شاء الله- عن كثير من الأقوال والمؤلفات, في هذه المسالة بالذات, حقاً إنها أحسن ما قد اطلعت عليه في تغيير المنكر والأمر بالمعروف, في حدود ما يستطيع العبد المسلم, فجزى الله أخانا أبا حاتم سعيد بن دعاس خيراً, ونفع به.
كتبه: أبو عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري في 24 ربيع الثاني 1428هـ
http://www.alilmia.net/vb/showthread.php?t=4755