اللهم إنا نبرأ إليك مما يصنع هؤلاء
مقدمة فضيلة الشيخ المحدث والناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري حفظه الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وهو الكبير المتعال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند ولا ضد ولا شبيه ولا مثال, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً خير صحب وآل.
أما بعد:
فقد أرسل إلي أخونا الفاضل الداعي إلى توحيد الله والغيور على سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ـ أبو إسحاق أيوب بن محفوظ الشبامي حفظه الله ـ أرسل إلي رسالته هذه التي بعنوان : (اللهم إنَّا نبرأُ إليك مما يصنع هؤلاء - الصوفية وشعب هود) فهالني ما رأيته فيها من النقول الموثقة من مصادر ضلال الصوفية من شد الرحال إلى شعب هود بصفة شركيّة عظمى تشبه عبادة الحجاج في سيرهم ومناسكهم لحج بيت الله الحرام بما يحتم على من له قدرة على استتابة هؤلاء المشركين وزجرهم عن هذه الشركيات الجاهلية بدأً معهم بالنصح والبيان فإن أصروا على شركهم الجاهلي وجب على أولياء الأمور وغيرهم وفقهم الله جهادهم والأخذ على أيديهم كل في حدود طوقه واستطاعته وبالله التوفيق.
وكتبه: أبو عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري 21 رجب 1430هـ
مقدمة الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - وإنَّ شرَّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
إلى كل من يهتم بالدفاع عن الأمة الإسلامية، وحمايتها من مخططات أعداء الإسلام التي تهدف إلى هدم دينهم ودنياهم.
وإلى كل من يسعى لحمل الأمة للوصول بها إلى تحقيق الغاية السامية، التي من أجلها أرسلت الرسل، وأُنزلت الكتب، وسُلَّت سيوف الجهاد.
إليكم جميعًا أقدم هذا الكتاب؛ لأعرض فيه ما رأت عينايَ وسمعت أُذناي ووعى قلبي، من عجائب الصوفية في حضرموت، لاسيما ما يعملونه في شهر شعبان من كل عام عند ما يسمونه (شعب هود) يعملون أعمالاً مريبة تدل على غرقهم في الفتنة، قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.
ففي عام 1427هـ بعد انقضاء مناسك - أعني مناسك زيارة (الشعب) الذي سمَّوه (شعب هود)- الزيارة الرجالية والنسائية، ذهبت هنالك - أي: إلى ذلك الشعب – ورافقني جماعةٌ ممن كان يذهب معهم، فدلوني على غرائبَ من أفعالهم، وأموراً مضحكة محزنة، مضحكة من حيث العجائب التي ستقرؤها إن شاء الله في التمهيد، ومُحزِنة من حيث أن عقولهم قد تبلَّدت وضلَّت حتى صارت في الحضيض، يهدمون بأيديهم ما يبنون، ويُدعون إلى الرشد فلا يرعوون ورين على قلوبهم فهم لا يفقهون، وضرب على آذانهم فهم لا يسمعون، وغطيَ على أعينهم فهم لا يبصرون، حتى ضلَّ سعيهم في ذلك، وهم لخفة عقولهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، وهم في الحقيقة يسيئون إلى أنفسهم ويسخرون بها، كما سيتضح لك ذلك تماماً إن شاء الله عند قراءة (الفصل الثالث).
فهالني ما رأيت من مشاهد، وحزنت على من عطَّل عقله فاتبعهم على الخلط والخبط، وخفت أن يتبعهم على ذلك من خفيت عليه الحقائق، فكتبت هذا الجزء نصيحة للمسلمين، وتذكيراً للمخدوعين، بدافع الغيرة على الدين، ودافع المحبة لإخواني المسلمين، ومشاركةً لمن كتب في ذلك من الناصحين، مستفيداً من بعض ما سطروه في ذلك، فلست أول من يخوض هذا الميدان، ولا آخرهم إن شاء الله، لكثرة أنصار الدين علَّ اللهَ عز وجل أن ينفع بهذه الكتابات المسلمين، ويبصّر بها أعيناً عمياً ويُسمع بها آذاناً صُمًّا ويُنطق بها ألسناً بكماً، ويفتح بها قلوباً غُلفاً، إنه سبحانه مالك الهداية والتوفيق.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا هذا العمل وأن ينفع به المسلمين وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، إنه سميع مجيب.