التصنيف : الكتب
تاريخ النشر : 21-05-2017
عدد الزيارات : 453
القسم : كتب ورسائل في العقيدة والدفاع عن المنهج السلفي

نُصْحٌ وَعِتَابٌ لشيخنا محمد بن عبد الوهاب

نُصْحٌ وَعِتَابٌ لشيخنا محمد بن عبد الوهاب
 

بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}
{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً}
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً}

أما بعد:

فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

قال تعالى :{ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيم}التوبة 71.

وقال تعالى :{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}الحجرات 10.

وجاء في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) واللفظ لمسلم.

وجاء في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم :( لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ).

وفي الصحيحين من حديث أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا)،

من هذه النصوص وغيرها في معناها كثير يتضح بجلاء ما لذي ينبغي أن يكون  عليه المسلم تجاه أخيه المسلم ، إنها الأخوة الدينية التي هي أعظم من إخوة النسب ، إخوة تجمع المسلمين وإن تباعدت ديارهم ونأت بهم أقطارهم إخوة توجب التناصر والتناصح والتواصي بالحق والصبر عليه ، إخوة تمنع المسلم من أذية أخيه المسلم في دينه أو ماله أو عرضه ، قال تعالى :{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} الأحزاب 58.

وقال عليه الصلاة والسلام :( لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى ههنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

وإن من الأخوة الدينية كما أسلفنا إسداء النصح لمن أخطأ في أي أمر من أمور  الدين أو الدنيا ، ولو كان ممن يحسب على العلم وأهله ، ويشتد ذلك تأكيداً إن كانت بينك وبين المنصوح علاقة حميمة ووطيدة على مدى سنين عديدة وتتعين تلكم النصيحة إذا كان المنصوح شيخاً لك ، كل ذلك عملاً بما جاء في مسلم من حديث تميم الداري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ)

وجاء في الصحيحين من حديث جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال :( بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ ).

وهذا التناصح من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى : { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله }،

وقال تعالى:{ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر …}.

وبناء على ما تقدّم من هذه الأدلة فإنني أوجه نصيحة وعتاب لشيخنا محمد بن عبد الوهاب علّها تجد بإذن الله تعالى منه أُذناً صاغية وقلباً واعياً كما كنا نعهد ذلك منه ، وأحب أن أُجمل ذلك في ثلاث مسائل : 

المسألة الأولى : نصيحة وعتاب حول ما أكثرت منه مؤخراً وفقك الله من إلقاء المحاضرات والكلمات في كثير من مساجد الحزبين وبشكل مرتب.

المسألة الثانية : نصيحة وعتاب سددك الله حول بعض البطانة التي تجالسك .

المسألة الثالثة : نصيحة وعتاب حول كلامك سددك الله على التلفاز وأنه من النعم .

وهذه إن شاء الله هي الحلقة الأولى من النصيحة والعتاب وتتلوها الثانية والثالثة وقد ترتقي إلى الرابعة ، والله المستعان ، وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . 

ابنكم المحب / أبو عبد السلام حسن بن قاسم الحسني الريمي
28/صفر /1430هـ

 
*************************
تحميل الكتاب