التصنيف : الكتب
تاريخ النشر : 21-05-2017
عدد الزيارات : 423
القسم : كتب ورسائل في العقيدة والدفاع عن المنهج السلفي

وقفات استنكارية على تجويز شيخنا عبيد للأعمال الاختلاطية

وقفات استنكارية
على تجويز شيخنا عبيد للأعمال الاختلاطية

كتبه /
أبو عبد السلام حسن بن قاسم الحسني الريمي
عفا الله عنه 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :

فإن المولى تبارك وتعالى حذّر في كتابه الكريم من التقول عليه بغير علم فقال تعالى :{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُون }

قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في مدارج السالكين(1/ 296-297 ):" وأما القول على الله بلا علم فهو أشد هذه المحرمات تحريماً وأعظمها إثما ولهذا ذكر في المرتبة الرابعة من المحرمات التي اتفقت عليها الشرائع والأديان ولا تباح بحال بل لا تكون إلا محرمة وليست كالميتة والدم ولحم الخنزير الذي يباح في حال دون حال ، .......... ولهذا اشتد نكير السلف والأئمة لها وصاحوا بأهلها من أقطار الأرض وحذروا فتنتهم أشد التحذير وبالغوا في ذلك ما لم يبالغوا مثله في إنكار الفواحش والظلم والعدوان إذ مضرة البدع وهدمها للدين ومنافاتها له أشد وقد أنكر تعالى على من نسب إلى دينه تحليل شيء أو تحريمه من عنده بلا برهان من الله فقال:{ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ... الآية ".اهـ

وقد أمر المولى تبارك وتعالى سؤال أهل العلم الراسخين فيه فإنهم المبلغون عن رب العالمين ، وللأسف الشديد ظهر في هذه الآونة الأخيرة ممن ينتسب إلى العلم ظهرت منه أمور غريبة وعجيبة وفتاوى مخالفة أصلاً للكتاب والسنة وما عليه علماء الأمة السلفيون ،وفي حقيقة الأمر ما ضر إلا نفسه والله المستعان ،

ولقد أحسن ابن رجب رحمه الله حيث قال :" خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس " جامع العلوم والحكم (6/30) ، والله أعلم ماذا ينطوي عليه من أمور سببت ظهور مثل هذه الفتاوى التي قد تكون سبباً في سقوطه على أم رأسه والله المستعان.
ومن هذه الفتاوى السيئة فتوى صدرت ممن نصب نفسه مناوئ ومتصدياً لدعوة الله الحقّة في اليمن التي أسس دعائمها ذلكم الجبل الأشم شيخنا العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله وخلفه عليها وعلى كرسيه الناصح الأمين الذي جعله الله شوكة في حلوق المبطلين والمميعين العلامة الشيخ يحيى بن علي الحجوري حفظه الله تعالى ؛ فتوى لم يلتفت إليها إلا ضعاف الناس والمرضى منهم، إنها فتوى جواز الاختلاط بين الرجال والنساء في مقر العمل من الشيخ عبيد الجابري المدرّس بالقسم الثانوي بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية سابقاً ،

فقد أدهشني والله مثل هذه الفتيا وغيرها من الفتاوى الباطلة التي صدرت منه في الآونة الأخيرة مما هي على منوالها والتي هي في حقيقة الأمر عوناً لأهل الباطل من الشهوانيين وأصحاب الأغراض المادية ومن المتحزبة والمبتدعين ، فقد أطربتهم هذه الفتيا طرباً وأفرحتهم فرحاً ، والله المستعان ،

وقد يسر الله أن قمت بمناقشته فيما يتعلق بالجامعة الإسلامية التي نصب نفسه منافحاً لمن فيها من المبطلين في رسالة أسميتها (حقائق واقعية عن الجامعة الإسلامية ) وقد رفقت به كثيراً وكثراً جداً ، ثم وقفت مؤخراً على فتيا له بجواز المشاركة في الانتخابات من باب الضرورة ونحو ذلك ، فاستعنت بالله على الرد عليها ومناقشتها أيضاً برفق وهدوء كونه أولاً يُعد من مشايخي ثم هو فيما يظهر من مشايخ أهل السنة ، ولكن لما رأيت أن الرجل أصبح مضاداً لدعوة أهل السنة باليمن وجاء من مكانه لمناصرة الباطل وأهله من أصحاب الحزبية الجديدة ، رأيت أنه لابد من قوة في الرد عليه في هذه الرسالة وهذه المناقشة علّ ذلك يكون نافعاً له فيستيقظ مما أصابه مؤخراً من غفلته ويصلح ما أفسده قبل أن يفجأه هادم اللذات الموت ، عند ذلك لا ينفع الندم ،قال تعالى :" {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون } ، وأسميت الرسالة ( وقفات استنكارية على تجويز شيخنا عبيد للأعمال الاختلاطية ) والله أسأل أن ينفع بها كاتبها والناظر فيها ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، والحمد لله رب العالمين

 

وكتب / أبو عبد السلام حسن بن قاسم الحسني الريمي
27/صفر /1430هـ
تحميل الكتاب