التصنيف : المقالات
تاريخ النشر : 19-03-2021
عدد الزيارات : 2639
القسم :

((تحذير المسلمين من مشابهة الصوفية الضالين وتخصيص ليلة ويوم النصف من شعبان بما لم يشرع في الدين))

أبو إبراهيم مصطفى المغربي

((تحذير المسلمين من مشابهة الصوفية الضالين وتخصيص ليلة ويوم النصف من شعبان بما لم يشرع في الدين))

االحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد :
فكم نسمع في هذه الأيام من يدندن حول النصف من شعبان ويجعلون له من الهالة ما لم يقال في ليلة القدر مع أن لا شيء يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ولم يكن أمر تخصيص هذه الليلة أو اليوم معروف عند الصحابة.

ومن عهد قريب بدأ كثير من أهل السنة والجماعة التأثر بهذا الأمر المحدث بسبب حديث صححه العلامة الألباني رحمه الله تعالی بمجموع طرقه والصحيح انه لا يثبت فطرقه بين مناكير وضعاف ومثلها لا تقام بها حجة.

فاتقوا الله.
واحتاطوا لدينكم.
واخلصوا لربكم.
وتابعوا سنة نبيكم صلی الله عليه وسلم.
وإياكم ومحدثات الأمور.
وتقليد الصوفية الضلال.

. والحديث المذكور هو ما جاء عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن ” . رواه ابن ماجه ( 1390 ) . والمشاحن هو الذي بينه وبين أخيه عداوة . وفي ” الزوائد ” : إسناده ضعيف ؛ لضعف عبد الله بن لهيعة ، وتدليس الوليد بن مسلم .
وفي الحديث اضطراب بينه الدار قطني في ” العلل ” ( 6 / 50 ، 51 ) وقال عنه : ” والحديث غير ثابت ” .
وروي من حديث معاذ بن جبل وعائشة وأبي هريرة وأبي ثعلبة الخشني وغيرهم ، ولا تخلو طريق من ضعف ، وبعضها شديد الضعف

. قال ابن رجب الحنبلي : ” وفي فضل ليلة نصف شعبان أحاديث متعددة ، وقد اختُلف فيها ، فضعّفها الأكثرون ، وصحّح ابن حبان بعضها ” . “ لطائف المعارف ” ( 261 )

ونزول الله تعالى إلى السماء الدنيا ليس خاصاً بليلة النصف من شعبان ، بل ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وغيره حتی ذكر ابن القيم أنها جاءت عن أكثر من 28 صحابيا إثبات نزوله تعالى إلى السماء الدنيا في كل ليلة في الثلث الآخر من الليل ، وليلة النصف من شعبان داخلة في هذا العموم .
ولهذا لما سئل عبد الله بن المبارك عن نزول الله تعالى ليلة النصف من شعبان قال للسائل : ” يا ضعيف ! ليلة النصف !؟ ينـزل في كل ليلة “ . رواه أبو عثمان الصابوني في ” اعتقاد أهل السنة ” ( رقم 92 ) .
وقال العقيلي – رحمه الله – : وفي النزول في ليلة النصف من شعبان أحاديث فيها لين ، والرواية في النزول كل ليلة أحاديث ثابتة صحيحة ، فليلة النصف من شعبان داخلة فيها إن شاء الله . “ الضعفاء ” ( 3 / 29 ) .
وقال الشيخ مقبل رحمه الله تعالى لم يثبت في ليلة النصف من شعبان شيء. انتهى
وروى ابن وضاح عن زيد بن أسلم قال : ماأدركنا أحدآ من مشيختنا ولا فقها ئنا يلتفتون إلى النصف من شعبان ولا يلتفتون إلى حديث مكحول ولا يرون لها فضلآ على سواها ؟ وقيل لابن أبي مليكة إن زيادآ يقول إن أجر ليلة النصف من شعبان كأجر ليلة القدر فقال (لو سمعته وبيدي عصا لضربته ) انتهى
والحمد لله رب العالمين.
كتبه برأة للذمة عبدالحميد الزعكري
في منطقة كنداري من اندنوسيا ليلة السبت 14 شعبان 1437.